منذ سنوات نشرت وكالات الأنباء والصحف النبأ التالي:
تنعي وزارة المالية في ألمانيا الغربية إلي الشعب الألماني الكلب البوليسي بيسي
الذي مات أمس بعد أن تمكن خلال ست سنوات قضاها في العمل بمطار فرانكفورت
من أداء واجبات جليلة للدولة, وقد نجح الكلب خلال عمله في المطار
في ضبط61 شخصا حاولوا تهريب مخدرات إلي المانيا قدرت قيمتها
بمبلغ 25 مليون جنيه.
قد وصفت الوزارة الكلب بيسي بأنه واحد من أخلص موظفيها وأشدهم كفاءة.
قالت إنه قدم للشعب الألماني خدمات جليلة برغم أنه لم يكن يكلف خزانة الدولة
سوي طعامه.
هذا هو الخبر الذي طيرته وكالات الأنباء والصحف.. إن الخبر يبدي دهشة آدمية
تجاه عامل لم يكن يعمل بأكثر من طعامه.
.. إن الإنسان يدهشه أساسا أن يوجد من يعمل بطعامه, إن هذا يشبه عمل العبيد
في القرون السحيقة.. أيضا يدهش الإنسان أن يوجد في الكائنات من يخدم الإنسان
بغير أجر سوي الابتسامة المشجعة وهذه الطبطبة الحانية علي الرأس, وقد بلغ من
وفاء الكلاب وإخلاصها للبشر ما يملأ مجلدات تشير إلي اعجاز الله في الكائنات وتسخير بعضها لبعض, وقد نجح هذا الكلب خلال مدة خدمته في المطار في أن يمنع تدمير آلاف الألمان بالمخدرات, كما نجح في أن يمنع السموم من دخول ألمانيا وتحطيم شبابها